کد مطلب:352795 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:258

موقف الفریقین من السنة النبویة
إن مما یفتری به علی الشیعة من قبل بعض الحمقی بأنهم ینكرون سنة المصطفی صلی الله علیه وآله، وهذا هراء ما بعده هراء، وننقل آراء بعض من علماء أهل السنة حول موقف الشیعة من السنة النبویة المطهرة. یقول الشیخ محمد أبو زهرة فی كتابه " الإمام الصادق ": " السنة المتواترة حجة عندهم بلا خلاف فی حجیتها، والتواتر عندهم یوجب العلم القطعی... إن إنكار حجیة السنة النبویة المأثورة بالتواتر عن الرسول صلی الله علیه وآله كفرا لأنه إنكارا للرسالة المحمدیة، أما إنكار حجیة أقوال الأئمة فإنها دون ذلك تعد فسقا ولا تعد كفرا " [1] .

ویقول الشیخ محمد الغزالی فی كتابه - دفاع عن العقیدة والشریعة ضد مطاعن المستشرقین -: "... ومن هؤلاء الأفاكین، من روج أن الشیعة أتباع علی، وأن السنیین أتباع محمد، وأن الشیعة یرون أن علیا أحق بالرسالة أو أنها أخطأته إلی غیره، وهذا لغو قبیح وتزویر شائن " ثم یقول: " إن الشیعة یؤمنون برسالة محمد ویرون شرف علی فی انتمائه إلی هذا الرسول وفی



[ صفحه 104]



استمساكه بسنته، وهم كسائر المسلمین لا یرون بشرا فی الأولین ولا فی الآخرین أعظم من الصادق الأمین... فكیف ینسب لهم هذا الهذر " [2] .

ولا یوجد أی اختلاف بین أهل السنة والشیعة حول مكانة السنة النبویة المطهرة ووجوب الأخذ بها، ولكنهم اختلفوا حول طریقة نقل هذه السنة إلی الأجیال اللاحقة لجیل النبی (ص)، أو طریقة التثبت منها. فیكفی عند أهل السنة إیصال أسناد الحدیث بنقل الثقة عن الثقة إلی أی من الصحابة الذین یعتقدون بعدالتهم جمیعا، وعندهم صحیحی البخاری ومسلم لا یشك قطعا بصحة أحادیثهما حتی أصبحا وكأنهما بنفس مرتبة القرآن الكریم من حیث الصحة، وإلا فما معنی إلزام الغالبیة العظمی من أهل السنة لأنفسهم بقبول كل ما احتواه هذین الصحیحین؟ وتأكیدا لذلك، ننقل رأی الشیخ أبو عمرو بن الصلاح من مقدمة شرح النووی علی صحیح مسلم: " جمیع ما حكم مسلم رحمه الله بصحته فی هذا الكتاب - صحیح مسلم - فهو مقطوع بصحته، وهكذا ما حكم البخاری بصحته فی كتابه، وذلك لأن الأمة تلقت ذلك بالقبول سوی من لا یعتد بخلافه ووفاقه فی الإجماع - ثم أضاف -: "... ظن من هو معصوم من الخطأ لا یخطئ، والأمة فی إجماعها معصومة من الخطأ " [3] .

. وأما الشیعة فإنهم یشترطون أولا إیصال أسناد الحدیث إلی أی من أئمة أهل البیت علیهم السلام محتجین بقول الرسول (ص): " إنی تركت فیكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتی أهل بیتی " [4] .

وبقوله تعالی: (إنما یرید الله لیذهب عنكم الرجس أهل البیت ویطهركم تطهیرا " [5] ، وأما الشروط الأخری فأهمها عرض الروایة علی



[ صفحه 105]



كتاب الله ثم النظر فی متنها وسندها ومقارنتها بروایات أخری ثبتت بالتواتر القطعی، وأخیرا عرضها علی العقل، وأی روایة ینقصها أی من هذه الشروط، فإن الأخذ بها یكون محل نظر وتأمل. وكتب الحدیث الرئیسیة عند الشیعة أربعة هی (الكافی، من لا یحضره الفقیه، الاستبصار، التهذیب)، وجمیع الروایات فی هذه الكتب خاضعة للتحقیق، ففیها الغث والسمین، ولا یرون صحة جمیع الروایات المخرجة فی هذه الكتب، حیث أنه لا یوجد عند الشیعة كتاب یوضع قبال كتاب الله فی الصحة، كما هو الحال عند الشیخین البخاری ومسلم فی صحیحی هما. ففی كتاب - مصادر الحدیث عند الشیعة الإمامیة - للعلامة المحقق السید محمد حسین الجلالی، تقسیم لأحادیث الكافی حیث یقول: " مجموع الأحادیث التی فیه 121، 16 حدیثا، منها 485، 9 حدیثا ضعیفا، و 114 حدیث حسن و 118 حدیث موثق و 302 حدیث قوی و 5702 حدیث صحیح " وهذا یظهر بوضوح كیف ضعف علماء الشیعة آلاف الأحادیث فی الكافی فأین هذه الحقیقة من تشدق بعض الأفاكین مثل ظهیر والخطیب القائلین بأن كتاب الكافی عند الشیعة هو كصحیح البخاری عند أهل السنة، ثم یدعون أن اسمه " صحیح الكافی "، وهذا كذب صارخ یكرروه فی كتبهم المسمومة بهدف تضلیل القارئ بإضفاء صفة الصحة علی روایات ضعیفة اقتبسوها من الكافی أو غیره من كتب الحدیث عند الشیعة لإقامة الحجة علیهم وإدانتهم بها.


[1] " الإمام الصادق " لأبي زهرة.

[2] " دفاع من العقيدة والشريعة ضد مطاعن المستشرقين " للغزالي.

[3] صحيح مسلم بشرح النووي ج 1 ص 14 ط دار الشعب.

[4] صحيح الترمذي ج 13 ص 201، باب مناقب أهل بيت النبي (ص) دار الكتاب العربي.

[5] الأحزاب: 33.